شدني هذا المقال البحثي فقلت نستفيد منه

I
V

ليس سراً القول بأن الجراثيم البكتيرية تتواجد في كل مكان يمكن أن تتخيل أو لا تتخيل وجودها فيه! وجرثومتنا في هذه التدوينة بدا لها أن تسكن السحاب !!!

نعم … السحاب من زيادة الطموح وعلو الهمة !

وهي لا تسكن السحاب فحسب بل تتخذه مكاناً للمساهمة في تصنيع البَــرَد
Hail والثلج Snow والمطر Rain !، وهي لا تكتفي بهذا فحسب بل تتعداه لتكون جرثومة معروفة أنها تسبب أمراضاً للعديد من المحاصيل الزراعية بسبب احتواء هذا النوع الجرثومي على اكثر من 50 سلالة معروفة بارتباطها بأمراض نباتية متعددة.



أحد المتخصصين في علم الجراثيم
Alexander Michaud قام بتجربة بسيطة لتقدير محتوى حبات البَــرَد من هذه البكتيريا، فبادر لفحص هذه الحبات في المختبر مباشرة بعد التقاطها ليكتشف ان كل مليليتر (خمس ملعقة شاي) من البَــرَد المذاب يحتوي على أكثر من 1000 خلية بكتيرية من Pseudomonas syringae ، هذا المحتوى الجرثومي داخل حبة البَــرَد دعاه للتفكير أن هذه الجرثومة تحديداً لها دور آخر عدا كونها تتخذ حبات البَــرَد هذه كمسكن لها ! خصوصا وان اعداد هذه الجراثيم البكتيرية تتزايد باتجاه قلب حبة البَــرَد تحديداً ، وفي الواقع فإن الاعتقاد السائد الآن هو أن تكون حبات البرد والثلج والمطر هي عملية حيوية يتداخل فيها اكثر من طرف بما فيهم الجراثيم البكتيرية خلافا للاعتقاد السابق بأن هذه الحبات تتكون حول جزيئات الغبار فقط او حول جزيئات اخرى متواجدة في الهواء، مع الاشارة الى ان الاعتقاد باحتمال وجود دور الجراثيم البكتيرية في تكون حبات المطر او البرد او الثلج كان مطروحا منذ الستينات الميلادية! لكنه لم يدرس بهذا التفصيل من قبل، وهناك عدة دراسات سابقة 1، 2، 3 تبين قدرة هذه الجرثومة على تكوين الثلج.
هذه الملاحظات والاكتشافات الصغيرة تثير العديد من الاسئلة حول دور هذه الجراثيم في تكون حبات المطر والبرد والثلج بل ودور هذه الجراثيم كجزء لا يتجزأ من دورة الماء الطبيعية، ويبقى السؤالان الرئيسيان لماذا وكيف يحدث هذا على وجه التحديد؟
والنظريات او التفسيرات المرتبطة بهذه الظاهرة تشير الى ان هذه الجرثومة البكتيرية تمتلك غطاء بروتينيا ذو تركيب يشبه جزيئات الثلج يعمل بطريقة إيجاد نموذج لبلورة ثلجية تحتذيه أو تقلده جزيئات الماء الملاصقة مما يسبب تكون البلورات الثلجية وتجمد الماء عن طريق حث جزيئات الماء على الانتظام بطريقة منظمة في شكل بؤر عند درجات حرارة اكبر من درجة الحرارة المطلوبة لحدوث التجمد ! وهذه العملية فعالة لدرجة ان مسحوق هذه البروتينات الجرثومية البكتيرية يستخدم لتكوين الثلج الصناعي في منحدرات التزلج الصناعية والصالات المغلقة.

وهذه الظاهرة تستفيد منها هذه الجرثومة البكتيرية التي تصيب النباتات بامراض مختلفة وذلك لان تكون حبيبات الثلج داخل انسجة النباتات يؤدي الى تلف الجدار الخلوي السليلوزي الصلب للخلايا النباتية مما يؤدي الى انسياب المحتوى الخلوي الداخلي لتتغذى عليه هذه الجراثيم البكتيرية.



منقول للإستفادة