جزيرة مصيرة :
تقع بالقرب من مدينة صور وعلى مسافة لا تتجاوز عشرة أميال في محافظة جنوب الشرقية من سلطنة عمان تقع جزيرة مصيرة إحدى كبرى الجزر العمانية الموجودة على طول الساحل العماني الممتد لمسافة 3165 كيلومتر . وتتبع إدارياً محافظة جنوب الشرقية ، وتربط حولها عدة جزر أخرى أهمها : مرصيص – شعنزي وكلبان . وتوجد في ولاية "مصيرة" أكثر من 12 قرية وتتمتع الجزيرة بمكانة تاريخية كبيرة وشهدت الكثير من الاحداث التاريخية المهمة في التاريخ العماني وكانت جسر العبور الذي وصل المنطقة الى كثير من المناطق والبلدان المطلة على بحر العربوالمحيط الهندي وغيرها من البلدان الممتدة الى ما وراء البحر والمحيط.وقد حبا الله الجزيرة وميزها بكثير من المميزات التي قلما نشاهدها في منطقة معينة.وأطلق عليهاالكثير من التسميات عبر التاريخ منها داموج وداماسيرة وماكاجره وسيرا وماسريرومارساريا وماشيز واورجانون وسيرابيس وسيرانيون. لكن التسمية الأشهر لجزيرة مصيرةكانت التسمية سيرابيس، وتعود شهرة هذا الاسم لكونه الاسم الذي أطلقه الاسكندرالمقدوني عليها قبل الميلاد عندما جاء بأساطيله وجيوشه إليها واتخذها قاعدة وانطلقمنها ينظم حملاته على بلاد فارس وغيرها من البلاد.
وتعد شواطئها بحد ذاتها من الأماكن السياحية ، فهي تتيح فرص لا مثيل لها لمشاهدة السلاحف البحرية وهي تتناسل وتتكاثر في بيئتها الطبيعية ، إضافة إلى إنتشار عدد من العيون المائية في الجزيرة ، أهمها : القطارة – وادي بلاد وغيرهما من العيون بالقرب من جبل "الحلم" في جنوب الجزيرة .
وتخلو الولاية من الأفلاج ، ويوجد بها بعض الآثار القديمة أهمها : حصنا مرصيص ودفيا ، ومقبرة أثرية يرجع تاريخها إلى ثلاثة الآف سنة قبل الميلاد . وفي وسط الجزيرة توجد سلسلة جبلية تعد بمثابة العمود الفقري لها . ومن فنونها التقليدية : الفنون الشعبية البحرية ، وخاصة فن "المسوبل" الذي يؤديه الصيادون عند رفع شباكهم من البحر وعندما يقومون بتنظيف سفنهم . أما فن "المغايض" فتؤديه النساء في الأعراس.
**
الصورتين** من تصويري الخاص
**
أما اسمها الحالي مصيرة فتفسره العديد من الروايات. احداها أن اسم مصيرة مشتق من مصير الانسان، حيث تخيل الناس قديماً أن هذه الجزيرة كانت موطناً للسحرة والجان كما ذكرت عنها كتب التاريخ القديمة وأن من يدخلها يكون مصيره النسيان والضياع، لكن الاحتمال الاقرب للمنطق هوأن هذا الاسم جاء من كلمة “صيرة”، وهي المكان المرتفع في البحر.وإن وجودقبر الملك الاغريقي “ادفياس” يدل على أن هذه الجزيرة كانت ذات أهمية كبيرة قديماً. وكانت أيضاً تتميز بموقع مرموق في الطرق البحرية القديمة ومن المحتمل أن مصيرة كانت مركزاً للتجارة بين الشرق والبرتغال عندما أصبحت “جوا” عاصمة البرتغاليين في الشرق حيث بقيت التجارة آمنة لحوالي قرن من الزمان حيث قام بعد ذلك هرمز بالسيطرة على منطقة الخليج في ذلك الوقت. وعندما يسأل الشخص عن المعالم التاريخية في تلك الجزيرة يتذكر أن هذه الجزيرة هي مسار للرياح الشديدة والاعاصير التي لا تبقي ولاتذر وقد طمست هذه الاجواء المعالم التاريخية القديمة، أضف الى ذلك الاعصار الذي ضرب الجزيرة عام 1977 والذي دمر كل شيء تقريباً في هذه الجزيرة.
لكن هذا لا يعني أن طقس هذه الجزيرة ليس مميزاً بل هو طقس رائع وجميل صيفاً وشتاءً خاصة أنها تتمتع بشواطىء رائعة من الرمال الذهبية .
ومصيرة جزيرة مرتفعة عن سطح البحر بشكل واضح ويبلغ طولها حوالي 40 ميلاً من الشمال الشرقي وحتى الجنوب الغربي وتقع موازية للساحل الذي تبعد عنه حوالي عشرة أميال. ويبلغ عرضها حوالي عشرة أميال في بعضالمناطق وتضيق الى حوالي اربعة في بعض المناطق الأخرى.
وتبلغ مساحة الجزيرةحوالي 640 كيلومتراً مربعاً ويبلغ طولها حوالي 95 كيلومتراً في اقصى نقطتين في حين يتراوح أقصى عرض لها ما بين 12 و14 كيلومتراً.
ويعمل سكان مصيرة الذين يقدرعددهم بحوالي 12 ألف نسمة تقريباً في صيد السمك إضافة للصناعات التقليدية البسيطة كصناعة شباك الصيد ويعتبر النسيج من الصناعات التقليدية المهمة في الولاية. وكانت مصيرة سابقاً تشتهر بصناعة السفن إلا أنها انقرضت حالياً.
وتشهد الفترة الممتدة من أواخر شهر مايو/ايار ولغاية شهر سبتمبر/أيلول من كل عام في شواطئ جزيرة مصيرة العُمانية برمالها الذهبية توافد أعداد كبيرة من السلاحف البحرية بمختلف أصنافها لتضع بيضها وسط هذه الرمال وتتخذها موقعاً مهماً للتعشيش على مستوى العالم.
وتتخذ أربعة فصائل من السلاحف البحرية من شواطئ مصيرة أعشاشاً لها وهي سلاحف الريماني والخضراء "الحمسة" والشرفاف والزيتونية "تقشار".
وتشهد شواطئالجزيرة كل ليلة ، كذلك توافد أعداد من المواطنين والسياح الراغبين في الاستمتاع ومتابعة هذه المخلوقات والتعرف على عالمها العجيب وهي تضع بيضها.
ونفذت وزارة البيئة والشؤون المناخية العُمانية بالتعاون مع شركة توتال والتي قدمت الدعم المالي للمشروع وايبديكس مشروعاً حيوياً ومهماً يعنى بصون السلاحف البحرية في جزيرة مصيرة ودراسة البيئة البحرية ذات العلاقة بالسلاحف البحرية والذي بدأ تنفيذه عام 2004 واستمر لمدة 3 سنوات.
وأكدت نتائج برنامج "حصر السلاحف" أن جزيرة مصيرة تعد من أهم مواقع تعشيش سلاحف الريماني على مستوى العالم، وقام فريق من العلماء المختصين والخبراء من مختلف الجنسيات بتثبيت 10 أجهزة على سلاحف الريماني وربطها بالأقمار الصناعية لتتبع مسارها أثناء فترة البيض وبعد الانتهاء من وضع البيض.
**************************************************
أرجو أني وفقت في النقل والتوضيح
يالله عاد شدو الهمة للزيارة الحلوة
تحياتي للجميع