d
11-06-2012, 12:37 PM
«كفاك تذمراً من حرارة الجو والغبار.. وازرع شجرة»
زراعة الأشجار الحل الأمثل لتلطيف الطقس.. فكل شجرة تعادل 10 مكيفات
أصبح التذمر من حالة الطقس احدى سمات النفس البشرية وخصوصا في السنوات الاخيرة التي تزايدت خلالها ظاهرة الدفيئة في كوكب الارض التي أوجدها الانسان نفسه بأسلوب معيشته المعاصرة وخصوصا في المدن المكتظة عمرانيا ولا يستثنى منها المدن والضواحي في الكويت. ولوضع حد لحالة التذمر هذه جاء شعار «كفاك تذمرا من حرارة الجو والغبار وازرع شجرة» ليرمي كرة الحل لمشكلة سوء الطقس في ملعب كل فرد يعيش في المدن وهذا الشعار تبناه خبراء الطقس وعلماء البيئة حول العالم لجعل المدينة مكانا صحيا صالحا للمعيشة وهم الذين أكدوا في دراساتهم ان القدرة التلطيفية للشجرة تعادل طاقة عشرة مكيفات للهواء البارد.
وقال خبير الأرصاد الجوية والبيئة عيسى رمضان ان هذا الشعار ينطبق تماما على المناطق الحضرية في الكويت وفي مقدمها مدينة الكويت وضواحيها المكتظة عمرانيا والمدن الأخرى المزدحمة كمدينتي الجهراء والفحيحيل اذ تعاني هذه المدن ظاهرة تعرف في علم الارصاد بمصطلح «جزيرة الحرارة الحضرية» أو «ظاهرة الجزيرة الحرارية».
وأوضح في لقاء مع «كونا» ان هذا المصطلح يشير الى ان المناطق الحضرية المكتظة عمرانيا تكون اكثر حرارة او دفئا من المناطق الريفية او غير المأهولة المحيطة بها بواقع ثلاث درجات الى 12 درجة مئوية وخصوصا في فترة الليل والصباح الباكر.
وأشار الى ان سبب هذه الظاهرة يعود الى صنع الانسان لهياكل ومواد خرسانية واسمنتية وحديدية تمتص اشعة الشمس وتخزنها لفترة طويلة مع عدم وجود غطاء نباتي او طبيعي فترتفع درجات الحرارة من هذه الهياكل كالمباني والطرق الاسفلتية ومواقف السيارات والأرصفة والآليات والمصانع المختلفة وغيرها.
وقال رمضان ان ظاهرة «جزيرة الحرارة الحضرية» تزيد في فترات الليل بعد ان تطلق «مصنوعات الانسان» الحرارة المختزنة فيها بفعل اشعة الشمس في النهار بشكل بطيء لتساهم في «الليل الدافئ او الحار».
وعن تأثير «الجزيرة الحرارية» في المناخ العالمي قال ان تأثيرها محدود بحسب الدراسات لأن المناطق الحضرية أرض لا تغطي سوى جزء صغير جدا من الكوكب لذا فإن تأثير «جزيرة الحرارة الحضرية» في متوسط درجات الحرارة العالمية ضئيل جدا الا انها مؤثرة على الانسان لان معظم سكان العالم يعيشون في المدن.
وأضاف ان الدراسات العالمية تشير الى وجود بعض الادلة على ان المناطق الحضرية التي تتأثر بظاهرة جزيرة الحرارة تستقبل أمطارا اقل من المناطق المجاورة لها وبالتالي فإن لهذه الظاهرة تأثيرا على معدل سقوط الأمطار فوق المدن.
وعن الحلول الممكنة لمعالجة ظاهرة «جزيرة الحرارة الحضرية» قال رمضان انه لا جدال بين علماء الارصاد والبيئة حول العالم في ان الحل الرئيسي يكمن في زيادة الغطاء النباتي داخل المدينة اضافة الى حلول اخرى مساعدة وجميعها تتطلب مساهمة كل المؤسسات الحكومية والخاصة وكل فرد قادر في المجتمع.
وأوضح ان كل فرد يملك منزلا يستطيع المساهمة في جعل الكويت مكانا افضل للعيش بيئيا عبر زراعته لشجرة في فناء منزله او امامه وليس سياجا نباتيا للتسوير اضافة الى زراعة النباتات العشبية فوق سطوح المنازل والمباني كالثيل اذا انها كفيلة بعكس اشعة الشمس وعدم تخزينها وتنقية الهواء عبر تصفيتها لغاز ثاني اكسيد الكربون وانتاجها للأوكسجين.
وأكد اهمية الشجرة في المدينة بالقول ان وكالة الزراعة الأميركية تقدر القدرة التلطيفية للشجرة بقوة تعادل طاقة عشرة مكيفات للهواء البارد تعمل 20 ساعة في اليوم كما انها توفر الظل للبيوت مما يؤدي الى عمل مكيفات الهواء بشكل اقل فينخفض استهلاك الطاقة والغازات الملوثة.
وقال ان الظل تحت الشجرة ابرد من الظل تحت الهياكل المصنعة كالمظلات والمباني بسبب وجود الرطوبة التلطيفية من اوراقها وبالتالي فإن اي حرارة سكنية تمتلئ بالأشجار هي بالتأكيد ابرد من تلك التي تعج بالمظلات المصنعة والبلاط داكن اللون وساحات التراب والاسمنت.
وأوضح ان الشجرة تمتص الماء من جذورها كما هو معروف ثم تطلق الماء من الأوراق على شكل تبخير يلطف الجو المحيط بها حيث تقدر بعض الدراسات الأميركية ان الشجرة الضخمة يمكن ان تطلق نحو 400 غالون ماء في الهواء في اليوم الواحد مما يكون له اعظم الأثر في تلطيف وترطيب الجو الحار والجاف في فصل الصيف.
وأضاف ان درجة الحرارة تحت ظل الشجرة تقل عن درجة الحرارة تحت اشعة الشمس من 11 الى 25 درجة مئوية كما ان اسطح المباني المزروعة تكون ابرد بكثير من الاسطح الاسمنتية.
وقال رمضان ان لزراعة الأشجار في المدن فوائد صحية وبيئية واجتماعية ونفسية واقتصادية كثيرة يجنيها المجتمع ليس آخرها خفض درجات الحرارة وشدة موجات الغبار وهو أمر كاف بالتأكيد.
وعن الحلول الأخرى المساعدة في مكافحة ظاهرة «جزيرة الحرارة الخضراء» اشار الى اهمية استخدام الألوان الفاتحة للبلاط واستخدام الكونكريت فاتح اللون والعاكسة لأشعة الشمس بدل الاسفلت الاسود في رصف الشوارع والألوان الفاتحة لمواد تكسية المباني بهدف عكس اكبر قدر ممكن من اشعة الشمس اثناء النهار وضمان عدم تخزينها لكي لا تطلقها في الليل وهي جملة معالجات معمول بها في مدن كثيرة وتشترطها بلدياتها.
الأنباء الكويتية
زراعة الأشجار الحل الأمثل لتلطيف الطقس.. فكل شجرة تعادل 10 مكيفات
أصبح التذمر من حالة الطقس احدى سمات النفس البشرية وخصوصا في السنوات الاخيرة التي تزايدت خلالها ظاهرة الدفيئة في كوكب الارض التي أوجدها الانسان نفسه بأسلوب معيشته المعاصرة وخصوصا في المدن المكتظة عمرانيا ولا يستثنى منها المدن والضواحي في الكويت. ولوضع حد لحالة التذمر هذه جاء شعار «كفاك تذمرا من حرارة الجو والغبار وازرع شجرة» ليرمي كرة الحل لمشكلة سوء الطقس في ملعب كل فرد يعيش في المدن وهذا الشعار تبناه خبراء الطقس وعلماء البيئة حول العالم لجعل المدينة مكانا صحيا صالحا للمعيشة وهم الذين أكدوا في دراساتهم ان القدرة التلطيفية للشجرة تعادل طاقة عشرة مكيفات للهواء البارد.
وقال خبير الأرصاد الجوية والبيئة عيسى رمضان ان هذا الشعار ينطبق تماما على المناطق الحضرية في الكويت وفي مقدمها مدينة الكويت وضواحيها المكتظة عمرانيا والمدن الأخرى المزدحمة كمدينتي الجهراء والفحيحيل اذ تعاني هذه المدن ظاهرة تعرف في علم الارصاد بمصطلح «جزيرة الحرارة الحضرية» أو «ظاهرة الجزيرة الحرارية».
وأوضح في لقاء مع «كونا» ان هذا المصطلح يشير الى ان المناطق الحضرية المكتظة عمرانيا تكون اكثر حرارة او دفئا من المناطق الريفية او غير المأهولة المحيطة بها بواقع ثلاث درجات الى 12 درجة مئوية وخصوصا في فترة الليل والصباح الباكر.
وأشار الى ان سبب هذه الظاهرة يعود الى صنع الانسان لهياكل ومواد خرسانية واسمنتية وحديدية تمتص اشعة الشمس وتخزنها لفترة طويلة مع عدم وجود غطاء نباتي او طبيعي فترتفع درجات الحرارة من هذه الهياكل كالمباني والطرق الاسفلتية ومواقف السيارات والأرصفة والآليات والمصانع المختلفة وغيرها.
وقال رمضان ان ظاهرة «جزيرة الحرارة الحضرية» تزيد في فترات الليل بعد ان تطلق «مصنوعات الانسان» الحرارة المختزنة فيها بفعل اشعة الشمس في النهار بشكل بطيء لتساهم في «الليل الدافئ او الحار».
وعن تأثير «الجزيرة الحرارية» في المناخ العالمي قال ان تأثيرها محدود بحسب الدراسات لأن المناطق الحضرية أرض لا تغطي سوى جزء صغير جدا من الكوكب لذا فإن تأثير «جزيرة الحرارة الحضرية» في متوسط درجات الحرارة العالمية ضئيل جدا الا انها مؤثرة على الانسان لان معظم سكان العالم يعيشون في المدن.
وأضاف ان الدراسات العالمية تشير الى وجود بعض الادلة على ان المناطق الحضرية التي تتأثر بظاهرة جزيرة الحرارة تستقبل أمطارا اقل من المناطق المجاورة لها وبالتالي فإن لهذه الظاهرة تأثيرا على معدل سقوط الأمطار فوق المدن.
وعن الحلول الممكنة لمعالجة ظاهرة «جزيرة الحرارة الحضرية» قال رمضان انه لا جدال بين علماء الارصاد والبيئة حول العالم في ان الحل الرئيسي يكمن في زيادة الغطاء النباتي داخل المدينة اضافة الى حلول اخرى مساعدة وجميعها تتطلب مساهمة كل المؤسسات الحكومية والخاصة وكل فرد قادر في المجتمع.
وأوضح ان كل فرد يملك منزلا يستطيع المساهمة في جعل الكويت مكانا افضل للعيش بيئيا عبر زراعته لشجرة في فناء منزله او امامه وليس سياجا نباتيا للتسوير اضافة الى زراعة النباتات العشبية فوق سطوح المنازل والمباني كالثيل اذا انها كفيلة بعكس اشعة الشمس وعدم تخزينها وتنقية الهواء عبر تصفيتها لغاز ثاني اكسيد الكربون وانتاجها للأوكسجين.
وأكد اهمية الشجرة في المدينة بالقول ان وكالة الزراعة الأميركية تقدر القدرة التلطيفية للشجرة بقوة تعادل طاقة عشرة مكيفات للهواء البارد تعمل 20 ساعة في اليوم كما انها توفر الظل للبيوت مما يؤدي الى عمل مكيفات الهواء بشكل اقل فينخفض استهلاك الطاقة والغازات الملوثة.
وقال ان الظل تحت الشجرة ابرد من الظل تحت الهياكل المصنعة كالمظلات والمباني بسبب وجود الرطوبة التلطيفية من اوراقها وبالتالي فإن اي حرارة سكنية تمتلئ بالأشجار هي بالتأكيد ابرد من تلك التي تعج بالمظلات المصنعة والبلاط داكن اللون وساحات التراب والاسمنت.
وأوضح ان الشجرة تمتص الماء من جذورها كما هو معروف ثم تطلق الماء من الأوراق على شكل تبخير يلطف الجو المحيط بها حيث تقدر بعض الدراسات الأميركية ان الشجرة الضخمة يمكن ان تطلق نحو 400 غالون ماء في الهواء في اليوم الواحد مما يكون له اعظم الأثر في تلطيف وترطيب الجو الحار والجاف في فصل الصيف.
وأضاف ان درجة الحرارة تحت ظل الشجرة تقل عن درجة الحرارة تحت اشعة الشمس من 11 الى 25 درجة مئوية كما ان اسطح المباني المزروعة تكون ابرد بكثير من الاسطح الاسمنتية.
وقال رمضان ان لزراعة الأشجار في المدن فوائد صحية وبيئية واجتماعية ونفسية واقتصادية كثيرة يجنيها المجتمع ليس آخرها خفض درجات الحرارة وشدة موجات الغبار وهو أمر كاف بالتأكيد.
وعن الحلول الأخرى المساعدة في مكافحة ظاهرة «جزيرة الحرارة الخضراء» اشار الى اهمية استخدام الألوان الفاتحة للبلاط واستخدام الكونكريت فاتح اللون والعاكسة لأشعة الشمس بدل الاسفلت الاسود في رصف الشوارع والألوان الفاتحة لمواد تكسية المباني بهدف عكس اكبر قدر ممكن من اشعة الشمس اثناء النهار وضمان عدم تخزينها لكي لا تطلقها في الليل وهي جملة معالجات معمول بها في مدن كثيرة وتشترطها بلدياتها.
الأنباء الكويتية