مقال للخبير عبدالله الحضوري
أصبحت ظاهرة تغير المناخ من الظواهر التي تؤرق العالم، فبسبب هذه الظاهرة أصبحت بعض الدول تحت خط الفقر نتيجة الجفاف والتصحر الذي أصابهم، كذلك وبسبب هذه الظاهرة تغطت بعض القرى والمناطق السكنية كاملاً بالفيضانات والانزلاقات الطينية نتيجة الأمطار الغزيرة التي سببتها أمطار الأعاصير والمنخفضات العنيفة، من جانب أخر أصبحت ظاهرة تغير المناخ مشكلة سياسية أختلف فيها قادة دول العالم وتمثل ذلك في توقيع برتوكول كيوتو وتخفيض نسب معدلات انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة المسببة في زيادة درجة حرارة سطح الأرض.
وأشارت الوكالة الأميركية لحماية البيئة أن درجة حرارة سطح الأرض ارتفعت في القرن الماضي تقريباً من 0.8 إلى 1.5 درجة مئوية، وتوقعت الوكالة أن درجة حرارة سطح الأرض سترتفع في هذا القرن تقريباً من 1.5 إلى 3.5 درجة مئوية إذا استمرت الانبعاثات الغازية بنفس المستوى الحالي، وتلك النسبة مرشحة للزيادة أكثر من ما هو متوقع إذا زاد مستوى الانبعاثات الغازية أكثر مما هو عليه الآن.
أما في السلطنة وفي الفترة الأخيرة فقد كثر هنا الحديث والسؤال عن تغير المناخ وما إذا كانت أجواء السلطنة تشهد تغيراً مناخياً، فلاحظ الجميع تعرض السلطنة لإعصارين في فترة زمنية قصيرة وهي ثلاث سنوات فقط (جونو 2007 وفيت 2010)، وهذا أمر ملفت للنظر خاصة وان البيانات المناخية الموجودة في السلطنة لم تسجل مثل هذا التقارب الزمني بين إعصارين، لذلك في شهر فبراير الماضي تم عقد مؤتمر عالمي في الهند يتحدث ويناقش ويبرز أخر ما توصل إليه البحث العلمي في ظاهرة تغير المناخ وعلاقته بالأعاصير المدارية في المحيط الهندي، ومن النتائج التي توصل لها ذلك المؤتمر هو أن ظاهرة تغير المناخ ستكون سبب في زيادة قوة وشدة الأعاصير، ولكن ليس لها دور في زيادة عدد الأعاصير في المحيط الهندي، أي بمعنى أخر لا توجد هناك علاقة بين ظاهرة تغير المناخ وعدد الأعاصير التي تؤثر على السلطنة ولكن ستؤثر هذه الظاهرة في زيادة قوة وحدة الأعاصير التي ستتعرض لها السلطنة.
ومن جانب آخر، فمن خلال بعض الدراسات الإحصائية التي أجريتها على البيانات المناخية لمحطات الرصد الجوي في السلطنة أتضح أن هناك زيادة في درجة حرارة الهواء لمعظم المحطات وصلت هذه الزيادة إلى ما يقارب درجة مئوية واحدة كما أشارت إلية بيانات محطة الرصد في كلاً من صور وصلالة وصحار، أما في معدلات الأمطار في السلطنة فأوضحت البيانات المناخية أن هناك تذبذب واضح بين محطات الرصد في السلطنة بين الجفاف والاعتدال خاصة في أخر عشرين سنة، لذلك ومن خلال النظر في تلك الزيادة في درجات الحرارة هل نستطع أن نقول أن أجواء السلطنة تمر بتغير مناخي من خلاله ستزيد درجات حرارة الهواء وما ينتج عنه من تقلبات جوية؟!، بالطبع سؤال سيحتاج إلى إثباتات ودراسات علمية نستطيع من خلالها أن نجاوب عليه، وبطبيعة الحال ستفيدنا تلك الدراسات في إعداد استراتجيات أفضل واشمل نأخذ فيها التغيرات المناخية والجوية بعين الاعتبار.
عبدالله بن راشد الخضوري
كاتب وباحث في علوم الأرصاد الجوية والبيئة
http://www.alwatan.com/dailyhtml/local.html#3