تعبئة كونية شاملة في الذكرى 42 ليوم الأرض
تعبئة كونية شاملة في الذكرى 42 ليوم الأرض
\
عواصم / اختارت شبكة يوم الأرض تخصيص حملتها في الذكرى ال42 ليوم الأرض "22 أبريل"، في ظل استياء عالمي من فشل دول العالم في تبني قرارات جريئة لحماية البيئة والحفاظ عليها, وذلك للتعبئة الشاملة للكوكب من أجل تنبيه حكومات العالم إلى أن قضايا البيئة لا تحتمل الانتظار أكثر.
شبكة يوم الأرض تخلد ذكرى 2012 تحت شعار "لنعبئ الأرض", معتبرة حملة هذه السنة منطلقا لتوسيع الامتداد العالمي الحركة البيئية والدفع نحو إعلان جريء يطالب بعمل فوري لضمان الطاقة المتجددة للجميع ومستقبل مستدام للكوكب خلال مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ريو+20 في يونيو المقبل بالبرازيل.
وحملة هذه السنة تخول للناس فرصة توحيد أصواتهم في نداء من أجل مستقبل مستدام للبشرية مفاده أن "الأرض لن تنتظر", في وقت يبدو فيه أن قضايا البيئة همشت في سياق الانكماش الاقتصادي العالمي.
الحملة التي تتوجه نحو جميع الفئات العمرية بمختلف أرجاء العالم طوال شهر أبريل, تركز على حث المسؤولين سواء محليا أو وطنيا أو دوليا على اعتماد تكنولوجيا الطاقة المتجددة والرفع من النجاعة الطاقية وجعل الولوج للطاقة ممكنا للجميع.
وتسعى شبكة يوم الأرض لتعبئة مجتمعات العالم للدفاع عن مستقبل مستدام للكوكب عبر النهوض بمبادرات الطاقات المتجددة وإرساء دعامة عمل شمولي في هذا المجال في مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وتتمثل أنشطة الحملة في تنظيم مليار عمل أخضر عبر العالم في أفق عرض هذا الإنجاز أمام مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لتوجيه عمل الأمم المتحدة وحث قادة الدول على التوصل لاتفاق شامل في ختام المؤتمر.
ويمكن إنجاز عمل أخضر, حسب موقع يوم الأرض 2012, سواء عبر زراعة حديقة في المدرسة أو البيت, أو تنظيم تظاهرة محلية بمناسبة يوم الأرض أو زراعة شجرة أو توقيع عريضة لحماية الأمازون مثلا, أو مطالبة المنتخبين المحليين والوطنيين بدعم البيئة والدفاع عن تشريعات المتعلقة بالطاقة النظيفة وغيرها.
كما تشمل الحملة تحسيس المجتمعات عبر ملتقيات للحوار والنقاش بوقع التغيرات المناخية وباقي التحديات البيئية التي تواجهها وفرص ضمان الاستدامة, إلى جانب تربية وتوعية الشباب بالاستدامة البيئية وتحفيز تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات على المشاركة في أنشطة يوم الأرض وتلقينهم أهمية المسؤولية البيئية.
وحملة 2012 تتوخى أيضا نشر الوعي البيئي لدى الأفراد بأهمية المبادرات الفردية في الحد من آثار التلوث, فضلا عن إشراك الأوساط الفنية والرياضية في الحركة البيئية وجمع التوقيعات على عريضة تطالب باعتماد الطاقة البديلة, والنهوض بالنجاعة الطاقية, والولوج الكوني للطاقة, ووضع حد لاستعمال جميع مشتقات الوقود الأحفوري وتقدم لقادة العالم في المؤتمر المرتقب.
يشار هنا، أن الفضل في إرساء الاحتفال بيوم الأرض يعود إلى السيناتور الأمريكي غايلورد نيلسون على إثر زيارة قام بها رفقة مساعده دنيس هايس لسانتا باربارا بولاية كاليفورنيا في 1969, وتملكهما الغضب والذعر حينها عندما شاهدا كميات النفط الكبيرة التي تلوث مياه المحيط الهادي قرب السواحل الأمريكية, مما يهدد حياة الأسماك والطيور والأحياء المائية.
هكذا عمل السيناتور على تمرير قانون بالكونغرس يقر يوم 22 أبريل من كل سنة عيدا وطنيا للاحتفال بكوكب الأرض, حيث جرى الاحتفال لأول مرة سنة 1970 وتظاهر فيه مليون أمريكي في مسيرات عمومية من أجل بيئة سليمة ومستدامة, مما دفع بالحكومة والمنتخبين الأمريكيين إلى إدراج الإشكالية البيئية على جدول الأعمال الوطني وإنشاء وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة, واعتماد عدة قوانين لحماية البيئة.ومنذ 1990, وبمبادرة من دنيس هايس, أضحى الاحتفال بيوم الأرض حدثا كونيا وتنظمه حاليا شبكة يوم الأرض سنويا في 184 بلدا, بمشاركة أكثر من مليار شخص وأزيد من 17 ألف عضو نشيط في الحركة البيئية عبر العالم.
واحتضنت مدينة الرباط في 2010, إلى جانب واشنطن ونيويورك ومومباي وروما وشانغهاي, احتفالات الذكرى الأربعين ليوم الأرض والبيئة تحت شعار "حماية البيئة والتنمية المستدامة", وذلك تقديرا لجهود المغرب والتزامه في المجال البيئي الذي جسده اعتماد الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة كإطار مرجعي جديد يحدد الأخلاقيات التي ينبغي التقيد بها فرديا وجماعيا في القضايا البيئية.
وتم اختيار المغرب بالإجماع خلال اجتماع الجمعية العامة لمرصد الصحراء والساحل, الخميس بتونس, لتقديم وثيقة أقرتها الجمعية العامة تحت عنوان "إعلان المرصد, ريو زائد 20" إلى قمة الأرض المقبلة من أجل "إيصال صوت المرصد والتعريف بمهامه وانجازاته وما حققه من مكتسبات في مجال رصد دينامية الموارد الطبيعية واستعمالاتها المتعددة وكذا آليات قياس وتقييم ظاهرة التصحر".
باب
